2.02.2017

شيء من أثر الاقتصاد على العادات والأعراف والتقاليد..

11 شتنبر 2016

شيء من أثر الاقتصاد على العادات والأعراف والتقاليد..


قابلت اليوم بدويًا وتجاذبنا الحديث سويًا 
 
قال بأنه يحن إلى أيام حياة البادية، أيام اجتماع الرجال في (الشق) أو (خيمة الديوان) كان الرجال يجلسون يوميًا هناك، يتجاذبون الحديث سويًا، وكان من العيب أن يجلس مع النساء والأطفال في البيت، ومتى غاب أحدهم تفقده الجميع، لعله مريض أو به علة.
قلت له: لكنكم أيضًا كنتم ترفضون تعليم النساء وكثيرًا من الأطفال وكانت الأمية متفشية ولا شك؟ 
قال: صدقت.
قلت: كذلك العنصرية اتجاه الفلاحين وغيرهم.
 
ضحك وقال نعم بل كان عندنا أمثال عنصرية جدًا ضدهم، من باب أنها من الخيل الأصيلة، وهو كحمير (الكديش)!
قلت: لكن اليوم المد الاقتصادي يضطركم للعمل 8 ساعات يوميًا؟
قال نعم صدقت.
 
وهذا يعني أنك تتغيب عن الاجتماعات التي كنت تحضرها، كما أن مشاكل الحياة العصرية دفعت أبناءكم إلى التعليم بما فيها النساء، وهذا جعلكم تتقبلون خروج بعضهن للعمل وكان هذا مرفوضًا من قبل!؟
قال: أنا زوجتي مدرسة وتساعدني في الحياة وهي بدوية الأصل.
 
قلت: كذلك ذابت كثير من الفروق القديمة بين الفلاحين والبدو، فبعض الفلاحين اليوم لم يفلحوا الأرض يومًا! والبدوي قد لا يرعى الغنم، ويتزوجون من بعضهم..
قال: نعم..
 -
التعليم، غير كثيرًا من المفاهيم والعادات والتقاليد، وهو ضرورة في مجتمع تدب فيه الأعمال الحديثة والوظائف والحاجة للعمال، وتتقلص إمكانية كفاية رعاية الأغنام للأسرة.
قال صحيح، فأنا لي أخ واحد فحسب يعمل في (الحلال = الأغنام) والباقون يعملون عمّالًا وأنا أعمل موظفا.
 
قلت: ولكن الحنين إلى الماضي الذي يجتمع فيه الرجال في الشق لن يعود!، فالناس تكثر مشاغلها وانخراطها في العمل كلما تقدم الأمر يقزم الماضي في هذا أليس كذلك؟
نعم صحيح.
إذن لم يعد عيبًا أن تعود وتجلس مع النساء والأطفال.
 
نعم...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق