2.02.2017

في كتابه (مدخل لصياغة البديل)..

 21 غشت 2016

في كتابه (مدخل لصياغة البديل)..


يذكر أحمد قطامش موضوع الإلحاد والإيمان بعبارة موجزة، فيقول بأن الملحد يقول لكل شيء سبب، ثم يوقف الأمر عند العالم.
أما المؤمن فيقول لكل شيء سبب وسبب العالم هو الله، ويوقف الأسباب عند الإله.
 
ثم يقول: على القولين هناك توقف للأسباب، فلا يفترض أن يعيب المؤمن على الملحد كونه أوقف السلسلة على العالم.
 
يقال: هنا حصر للمقالات بشكل غير صحيح، وإن كان سائدًا ومشهورًا لكنه غير صحيح ولا مبني على استقراء سليم.
أولا هل يقال الله سبب العالم!؟ 
 
هذا يقال تجوزًا وإلا فالواقع لا بد فيه من دقة أكبر في هذا، ولنبسط الأمر أكثر، لما يقتل إنسان، ونقول فلان سبب قتله! هل هذا دقيق؟ 
فلان ولد قبل قتل فلان ب 30 سنة مثلا، ولم يكن وجوده سبب القتل، إذن ليس السبب وجود فلان.
فما السبب إذن؟
السبب فعل القتل الذي فعله القاتل، هذا هو السبب الحقيقي في قتل فلان.
 
فلما نقول الله سبب العالم، ليس المقصود أن وجود الله، بحد ذاته كافيا لوجود العالم، فالله موجود قبل خلق هذا العالم، وقبل خلق كل مخلوق، ولكن سبب وجود العالم هو فعل الله.
 
و فعل الله كان ممكنا ثم وجد وتبقى مشكلة الأسباب هي هي، فيقال هنا: ولذا نطرد الأصل القائل لكل مسبب سبب، وفعل الله الحادث له سبب، والسبب له سبب وتتسلسل الحكاية لا إشكال في هذا لكن التسلسل هنا في الأفعال لا في الذوات.
 
فالممكنات لو ظلت ممكنة لم يكن لتوجد من أصلها، فلا بد أن تقوم الأفعال الممكنة بذات واجبة للوجود. وبذا يسلم قانون السببية، وفي نفس الوقت لا يمكن للممكنات أن تتسلسل إلى ما لا نهاية وهي في ذاتها لا تقوم بذات واجبة للوجود.
 
ولذا من نصر تسلسل الأسباب، ونازع في وجود الإله نصر أن العالم واجب! كذات تقوم بها الأسباب، ولم يكن يقدر على التدليل على هذا إلا فرارا من إلزام أن الممكنات موجودة ومتسلسلة دون أن تقوم بواجب الوجود لا ممكن
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق