10.01.2016

ضوابط فهم القرآن

حلقة جديدة من برنامج مراجعات بعنوان:

ضوابط فهم القرآن

ضيوف الحلقة: من القدس: الاستاذ والباحث في الفلسفة يوسف سمرين، ومن السودان الأستاذ عمر عوض
رابط الحلقة على مجموعة "عقلانيون" في الفيس:
.......
عمر عوض:
 انا منهجي ان فهم القران يكون بالعقل فقط. مع الاستعانة باللغة كاداة وتفاسير السابقين كمرجعية فقط (لا اعتبر فهم السابقين قول اول واخير ونهائي بل استعين به للفهم فقط ) اي انه يمكن رده مباشرة اذا تبين انه لايتسق مع النص. الان اريد من المحاور تبيين منهجه في فهم القران لنرى نقاط الاختلاف ونبدا الحوار فيها
يوسف سمرين:
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم جميعا، أرحب بك أستاذة رفيدة وسعيد بعودتك إلى التقديم مجددًا، وأرحب بالضيف المحاور، وأجميع الإخوة الأفاضل من المتابعين.
تفضل المحاور بقوله (أنا منهجي) بمعنى الطريقة التي يتبعها التي يفترض أن تكون ذات ضوابط موضوعية، لفهم النصوص بشكل يظهر مقصدها تماما دون أي مدخل للذاتية، أو الاعتباطية في التفسير، أو الإسقاط التاريخي، التمويه (السفسطة) إلخ، كل هذه محترزات مفترضة لما نقول منهج.
لكن المحاور قال بسرعة (العقل فقط) !، ولم يحدد لنا أي عقل، وأي قانون عقلي يتبعه، مثلا هل هو منطق أرسطو، الذي كان يسميه (الأداة= أورجانون باليونانية)، أم منطق بيكون الذي سماه (الأداة الجديدة = الأورجانون الجديد)، هل هو منطق هيجل (الذي يجتمع فيها النقيضان بخلاف أرسطو) أم منطق ماركس (الذي ينطلق من أساس مادي) هل هو منهج كانط الذي حاول الجمع بين الحسي والعقلي، أم منهج أفلاطون الذي انحاز تمامًا للكليات والمثل العقلية..
لم يخبرنا المحاور أي شيء عن هذا، فقط العقل ! ونستطيع أن نقدر أن أي مغالط وأي سفسطائي يقدر على أن يقول عن نفسه عقلاني، وليعذرني محاوري فلست أنال منه هنا، إنما أوضح أمرًا أساسيا أن شيشرون ذكر مقدمات عقلانية زعما للكهانة، والشعوذة إلخ.
فأي عقل هذا.
أولا حتى يتضح الأمر بشكل أفضل يجب أن نحدد ما الغرض من التفسير للقرآن ولغير القرآن، بشكل موضوعي منهجي ينطبق على أي نص نود أن نفهمه..
المقصد الأساسي للتفسير = هو أن نبين مقصد المتكلم بالنص الذي يراد تفسيره أو ترجمته للغة أخرى.
ليس كيف تفهمه أنت بدون أي ضابط فقط بالعقل هكذا مطلقًا
مفهوم قراءة أي نص شرطه الأساسي أن يوجد في القارئ عقل، فالمجانين ليس مكانهم المكتبات، بل مكانهم المثالي هو المصحات، لذا فالقول بأن منهجه العقل هذا كمن يقول منهجه وجود عين له ! أو وجود أسطر يمكن قراءتها ! ما هذا ؟ أي كتاب سيوجد فيه نصوص مكتوبة وأي قارئ سيكون له عين، أو أذن إن كان يسمع الكلام سماعًا، أو حس إن كان يعتمد القراءة للعمي فهذا لا يساعد بشيء بل هذا افتراض أولي وهو تحصيل حاصل.
لما نقول ما المنهج يعني ما هي القواعد الموضوعية التي تحدد لنا المقصد من النص، على سبيل المثال.
لما يوجد نص يقول (ألا إن حزب الله هم الغالبون) لا يمكن قبول تفسير يقول لقد قصد النص هنا حزب الله اللبناني بزعامة حسن نصر الله ! لأن هذا الحزب لم يكن أصلا موجودًا وقت نزول الآية، فما المقصد، هنا نريد تحديد القواعد الموضوعية التي تمنع دخول معنى أجنبيا على النص.
أعط مثالًا آخر، الكوع، لما نتعرض لأي نص عربي قديم، يقول مثلا غسل فلان يده إلى الكوع.
لما نفسر هذا النص لا يمكن أن نقول لنحتكم إلى العقل !؟
إذن يمكن لماركس أن يفسر هذا النص العربي بلغته الألمانية ! خصوصا أنه كان يمتلك عقلًا.. لكننا نقول يجب أبجديًا العودة للغة التي استعملها المتكلم.
وهي اللغة العربية هنا، ثم نأتي ونقول : هناك من العرب اليوم من يسمي بعض المفاصل للأنابيب بـ (الكوع) هل قصد هذا مفصل الأنابيب ؟ حتما لا، لأن اللغة القديمة لم تكن تقصد هذا المعنى البتة..
نرجع إلى اللغة فنعرف أن الكوع هو العظم الذي يلي إبهام اليد، ليس هو المرفق كما هو شائع اليوم.. يتحدد أن مقصد الأعرابي القديم مثلا في العصر الجاهلي بأنه غسل كوعه يعني غسل العظم الذي يلي إصبع الإبهام، لا أنابيب، ولا مرافق.
فكيف يقول المحاور فقط أستعين باللغة أحيانا ! كيف أحيانا والنص نفسه عربي فصيح مبين، هل ستفسره بالهيوجليفية.
مودتي.. سأستمع مداخلة المحاور.
عمر عوض:
 يبدو ان المحاور لايعلم ان العقل هو وحدة معالجة للبيانات الداخلة له. وانا قلت العقل باستخدام اللغة وتفاسير السابقين كادوات مساعدة.
العقل تدخل له المعلومات. اللغوية ومعلومات الجمل والكلمات والحروف في الاية ليقوم بعمليات الجمع والمقارنة و..الخ. ليخرج بفهم. وهذا الفهم يتم تقييمه بحسب اتساقه وقربه من النص.
واي كلام في الكون لايفهم بشي غير العقل لان العقل هو مناط الادراك والفهم.
اما مسالة اختلاف العقول فلا تمثل مشكلة ابدا. كل شخص ياتي بفهمه ثم نعقد مقارنة بين هذه الافهام والنص لنرى اقربها للنص.
ويمثل اختلاف الافهام شي جيد اذ انه يتيح خيارات اكثر مما يزيد وجود تفاسير اكثر قربا من النص.
المحاور لم يوضح منهجه لنرى فيما نتفق وفيما نحتلف حتى نبدا الحوار حول نقاط الاختلاف.
ولككن اساله بطريقة اخرى. اذا كانت العقول تختلف. وتنتج افهام مختلفة. فما هي الوسيلة التي تعطينا فهما واحدا ثابتا صحيحا لا اختلاف فيه؟؟؟؟
يوسف سمرين:
 الضيف المحاور يعيد كلامي السابق، الذي قلت فيه :
"مفهوم قراءة أي نص شرطه الأساسي أن يوجد في القارئ عقل، فالمجانين ليس مكانهم المكتبات"
ليقول بنفسية أستاذية : (يبدو ان المحاور لايعلم ان العقل هو وحدة معالجة للبيانات..) ليصل إلى القول : ( واي كلام في الكون لايفهم بشي غير العقل لان العقل هو مناط الادراك والفهم.)
حسن ما الجديد في هذا ؟ فهذا ما قلته أنا من قبل لكنه استنبط بمهارة أن هذا لا يبدو لي.
حسن لنتجاوز هذه النقطة.
إذا كان العقل موجود في الجميع، إذن أي خصوصية لك لتقول منهجي العقل !.. ولنرى الآن من منهجه تابع للعقل الصحيح، فنعلم أن هناك سفسطة عقلية، ومغالطات منطقية.
أنا وضعت ضابطا يتفق عليه العقلاء بضرورة تفسير النصوص بلغة المتحدث بها ! لا مجرد استعانة باللغة، فنحن قد نستعين بالنظارات، لكن ليست شرطا للقراءة !، لكن قلت شرط أساسي العودة للغة المتكلم
فاللغة شرط أساسي لفهم المتكلم، بقطع النظر بالمناسبة هل كلامه يدخل عقلك أم لا، فهذا شرط زائد، فالمشركون لم يؤمنوا بالقران، ولم يعتبروه قابلا للتصديق العقلي، ولكن مع هذا فهموا منه ما يدعو إليه، وإلا إن زعمت أنهم لم يفهموا شيئا منه، فهذا يعني أنهم لم يعاندوه أصلًا، فأنا إن قرأت نصا بلغة أجنبية عني، ولم أفهم شيئا لا يقال لي بعدها هل تؤمن بهذا أم تكذب بهذا، فوصف التصديق والتكذيب يكون بعد فهم النص الذي يخاطبني.
فلا بد من فهم اللغة = لا يشترط الاقتناع بالمعنى.
ثانيا يجب أن نرد الكلام بعضه لبعض، وفق لغة المتكلم، فالمطلق يقيده المقيد، والعام يقيده الخاص، مثلا قوله تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)
فهنا الناس لا يقال يجوز للمشرك أن يحج البيت والله نفسه قال (فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ).
وقال (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر )..
فلا يقال الناس الأولى تشمل المشركين بحيث يتعارض هذا مع النص الآخر.
فهنا عام، تم تخصيصه، باشتراط الإسلام فيمن يحج وهذا معروف من لغة العرب.
أما تفسير السابقين، فهم المخاطبون بالنصوص الشرعية، فلما يقول لهم ( حج البيت ) ويفهموا أن هذا البيت هو الكعبة، ويقرهم النص على هذا الفهم، يكون تجاوز فهمهم مغالطة ! فلو قال قائل البيت المقصود هنا هو المسجد الأقصى، أو بيت في الصعيد، أو بيت في السودان، يقال له كلامك باطل، وإن تحجج بالعقل، فهو شاهد على نفسه بالجهل.
عمر عوض:
لم اعيد كلامك.
انت قلت (الا ان حزب الله هم الغالبون) لاتعني حزب الله اللبناني. وهذا حددته بعقلك لان العقل يعلم بعدم وجود حزب الله في ذاك الزمن فخرج بمهالجة بيانية انه لايتسق حزب الله اللبناني مع الاية.
فانت استخدمت عقلك لتفسر الاية واستبعدت بعقلك تفسير شاذ لايتسق مع النص.
البيت الذي ذكرته مفسر بالقران نفسه ولايحتاج ماقلته. (ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة) (واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت..)فهو معروف قرانيا.
المحاور يريد مناقشت فكرتي دون التعرض لفكره. ليضعني في موضع النقد حتى نهاية الحوار.
ولكن ساقض الطرف عنه واعرض الفكرة كاملة.
ماهي لغة المتكلم؟ هل تعني فهم السلف؟
الان اطلب منك دليل على ان القران يفهم بلغة المتكلم هذه. الفهم بالعقل لايحتاج دليل لان الفهم في اساسه بالعقل.
عندما اقول لك كلام لن تذهب لتفسير ابن كثير او غيره لتفهم معنى كلامي. بل ستفهمه مباشرة بعقلك مستعينا بما لديك من لغة. وعليه يكون الخروج من الشي الاساسي الى شي اخر بالدليل فقط.
وانت قلت بلغة المتكلم واظنك تعني فهم السلف (صححني ان اخطات)
انا اطلب منك دليل يامرنا باتباع فهم السلف مع تفسير هذا النص الذي يشير للاستدلال مع ذكر الكيفية التي فهمت بها النص ليدل على ما ستذكره. بشرط ان يكون هذا الدليل (النص) ليس بفهم السلف ( اي لاتحضر الدليل وتبين معناه الاستدلالي بفهم السلف) لان هذا يعتبر دور. بما اننا نناقش حجية فهم السلف فلايجوز الاستدلال بما هو قيد المناقشة.
كل فهم تريد ان تستدل به يجب ان تاتي بالدليل على حجيته (السنة. الصحابة. التابعين. العلماء...الخ). وهذا الدليل لايكون بنفس الفهم قيد النقاش. وعليه ليس لديك خيار سوى ان تنطلق مبدئيا بفهم عقلي لتثبت حجية كل مصادر التفسير الاخرى. والا دخلت في الدور.
يوسف سمرين:
المحاور يحسب أن محاوره مثله يجيب بكلام مطلق يحتمل التفسيرات الطوال ! كرده للعقل (كيف نفهم الألمانية بالعقل، كيف نصير فيزيائيين ؟ بالعقل وأي شيء يحلها بالعقل ! ) وهذا مفروغ منه، ما هي قواعد العقل الصحيح إذن، وما الذي يدل عليه العقل الصحيح لتصير لغويا او فيزيائيا الخ.
أعود لبيان الشروط الموضوعية للتفسير لفهم مقصد المتكلم..
لتفسير اي نص، كما يفترض بالقارئ له أن يكون عاقلا، يجب أن يتحاكم إلى لغة المتكلم، كذلك إلى فهم المخاطبين، وهو ما يسمى بعرف المتكلم، لنأخذ مثالا على هذا.
لما يقول الله تعالى : أقيموا الصلاة ـ لا يقال هنا قصد الصلاة فحسب باللغة مطلقًا، كالدعاء، فتقول لواحد هل صليت يقول نعم، يقصد أنه قال ربي اغفر لي أو صليت على الرسول، هنا عرف شرعي فهمه المخاطبون وبينه الرسول وهو الصلاة الشرعية على هيئة مخصوصة.
وهذا لا يتعارض مع اللغة في دعاء، ولكنها أخص من مطلق الدعاء، ومن هنا يجب التحاكم إلى عرف المتكلم.
في القران نصوص صريحة تأمر بطاعة الرسول فيما أخبر، (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول).
لو كان فهم القران فحسب، بالعقل، والاستعانة باللغة فقط، لكان هذا الأمر لا معنى له البتة ! فكيف إذا وجدنا نصوصا في القران تقول ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما).
إنه هنا ينفي الإيمان حتى نطيع الرسول فيما أخبر، وبين وفصل، ووضح ما أراد الله عز وجل.
وهذا كثير في القرآن، وقوانين الفهم للقران، مثل قوانين فهم اللغة، كما يوجد للغة نحو وصرف، لا يمكن لأي (عبقري) أن يفهم اللغة بمجرد عقله لأن اللغة توقيفية، يعني أنت تتعلم لغة القوم، لا تجلس متأملًا تكتشف ما يدور في اللغة الإنجليزية مثلا.
من يمكنه تعلم اللغة بمجرد التأمل العقلي ؟!
فاللغة يوجد فيها قوانين تم استنباطها من العلماء، ليحددوا أن الفاعل يرفع والمفعول به ينصب وهكذا.
كذلك فإن علماء الشرع لما ظهر من يريد التفسير بمحض عقله، وكما وجد لحن في اللغة، وجد لحن في التفاسير !
ذكروا القواعد المستنبطة لتصحيح التفسير.
وهي ما اصطلح عليه بقواعد التفسير، وهي ليست منعزلة عن فهم نصوص الشريعة، بل لفهم نصوص الشريعة توجد قوانين، هذه القوانين أخص من قوانين اللغة المجردة..
ومن هنا وجد علم أصول الفققه والذي صنف فيه الشافعي الرسالة، وفيها من علوم القران والتفسير وقواعده الشيء الكثير.
فمثلا ماذا يفيد الأمر في القرآن ؟ هل هو للوجوب أم الندب، متى يصير إلى الندب، هل الأصل في النصوص الظاهر أم الباطن، متى يصار إلى الباطن، متى يحتمل النص التقييد، متى لا يقيد، متى يوجد عام مخصوص، متى يكون النص بينا في نفسه، وهو في كل هذا محتكم لقواعد اللغة، مراع للقواعد لفهم مقصد النصوص الشرعية.
ولذا نجد أن التفسير يكون بداية بفهم كلام الله عز وجل بكلام الله، وذلك برد المطلق الى المقيد والعام الى الخاص إلخ.
ثم نصوص الرسول صلى الله عليه واله وسلم وهو أولى الناس بالتفسير، وكل ما عارض تفسيره فهو باطل حتما.
ثم تأتي نصوص الصحابة، ثم نصوص التابعين.. بمنهجية دقيقة بسطها أهل الأصول وأهل القواعد في التفسير
ولو سألنا الأخ المحاور شيئا من هذه الأسئلة ماذا سيجيب ؟ الأمر في القرآن على ماذا يدل ؟ للوجوب ؟ للندب أو لماذا... كما نقول الفاعل مرفوع دون أن تقول لي عفوا أعطني النص الذي فيه فاعل لأعرف هل الفاعل مرفوع أم منصوب مما يجيب به الأطفال لربما لا بالغون يعرفون أن القواعد تكون باستقراء النصوص لاستنباط معانيها (قد يقول نعم هنا دور العقل ) ويقال نعم هذا صحيح لكن ليس العقل المجرد الهزلي الكسول، الذي يقول كلامه بدون أن يتعب نفسه بتتبع النصوص واستنباط قواعد كلية منها، والاستفادة ممن أفنوا أعمارهم في هذا.. فمن يقول اليوم أنا أستنبط قواعد للغة العربية دون أي حاجة لاي نحوي نعرف أنه يتشبع بما لم يعط ! وأنه يتفنج من غير حق !.
أما أننا لن نرجع لابن كثير لنفسهم كلامك شي مفروغ منه سنرجع لأهل حيك وعرفك، لا لابن كثير إلا إذا افترض أن كلامك يشبه فصاحة القران، ودقته وقتها نحتاج لربما إلى هذا !.
أما السؤال الذي طلبه المحاور بدليل نقلي من القران على فهم السلف فلا اشكال قال تعالى ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم).
فالاية تقول ان من يشاقق الرسول فيكون ضد كلامه يصلى جهنم، إذن ما الحاجة لقوله ( ويتبع غير سبيل المؤمنين ) إن لم يكن سبيلهم شرطا أساسيا للنجاة، وإلا كان هذا لغوا في القرآن ولا يكون هذا.. إذن سبيل المؤمنين.
وأول الناس دخولا بهذا الاسم هم صحابته، فلما يتفقوا أن البيت المقصود بالحج هو الكعبة، ويأتينا بعدها بقرون طويلة رجل يقول أبدا بل قصد بيتي، نقول له أنت تتبع غير سبيل المؤمنين (وهذا هو المقصود بفهم السلف الصالح).
وأختم بقولي، بأن النحوي عاقل، والمفسر عاقل، والإنسان عاقل، لكن لا يعني هذا أن الميكانيكي خبير في الفيزياء الذرية، أو أن الخبير بالفرنسية سيقدر على نظم قصيدة عربية فصحى بحجة أنهم كلهم عاقلون، هناك تعلم، وهناك استقراء، وهناك تتبع، وهناك دراسة قبل أي حذلقة بأي علم.
مودتي
عمر عوض:
(فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك....) لان المحاور لايشغل عقله ليفهم القران وقع في خطا فادح. فقد خلط بين الحكم والطاعة. الحكم هو فض النزاع والقرينة (فيما شجر بينهم) والحكم يكون بقانون موجود سلفا وهو القران كلام الله. وهذا المثال وضح لنا كيف ان منهجه يجعله يقع في الاخطاء. اما منهجي العقلي اللغوي دقيق وبينت خطاه الان.
الامر يكون للندب او الوجوب او غيره من سياق الاية. ولانك لاتستخدم عقلك وتنقل كلام ااسابقين فقط لذلك لاتعرف كيف تخرج هذا من النص بعقلك واللغة.
ذكرت ايات للاستدلال على حجية فهم السلف. والان ماهو التفسير الذي استخدمته لفهم هذه الايات. هل هو فهم السلف نفسه؟ هذا دور.
من قال لك ان الايات معناها اتباع السلف؟؟ عقلك.؟؟؟
انت قلت الايات واضحة.
ولكن بماذا وضحت ؟ ولماذا هذه الايات واضحة وبقية القران كله غامض ؟ هات دليل يقول ان هذه الايات بالضبط واضحة لاتحتاج تفسير وان بقية القران غامض يحتاج تفسير.
وضحت بالعقل وهذا ما اقوله. انت فهمتها بعقلك لتثبت استدلالك.
قلت هذه الايات واضحة.
اذا قلت ان هذه الايات يمكن فهمها دون الرجوع للتفاسير فهذا يلزم الاتي..
1- اذا فمهت اية واحدة بالعقل وحده دون الرجوع للتفسير فهذا يعني مباشرة ان نفهم بقية ايات القران بنفس الطريقة مالم تاتي بدليل يقول ان هذه الايات تفهم بالعقل وما سواها نستخدم فيه تفسير السلف.
2- اذا فهمت اية بعقلك فانا لست ملزم بفهمك بل يصبح الامر في اطار المداولة والحوار حتى نصل الى فهم اقرب للنص بدرجة كبيرة. وهذا ما نرمى اليه وننادي به.
دون الدخول لتفاصيل الاية. من يشاقق الرسول. بماذا فهمتها. اما بعقلك او بفهم السلف. والاستدلال بفهم السلف باطل لانه قيد النقاس. وان كان بعقلك لزمك ما قلته سابقا
الان المحاور. احضر ايات وفهمها بعقله وهواه فقط. ليثبت انها تعني اتباع فهم السلف ليفهم بقية القران بفهم السلف. وهذا باطل.
المحاور ينقض منهجي ولكنه يستخدمه خفية. وهو مستتر في الظلمة بصورة سريعة وخاطفة لينتقل عبر فهم عقلي بحت ليثبت اتباع فهم السلف.
وبالتالى المحاور يستند على قاعدة عقلية عقلانية لفهم القران ليبني بها وعليها منهج اتباع السلف. وهذا يثبت ان السلفيين هم عقلانيون من الطراز الاول ولكنهم لايشعرون. يستخدمون العقلانية لاثبات منهج النقل. اذا كنت تستند على قاعدة عقلانية لماذ لاتكمل البنيان بهذه القاعدة ؟؟؟؟
الخلاصة.
من انكر فهم القران بالعقل فهو شخص لايفهم حتى منهجه.
العقل هو البداية و المفتاح الاول لكل شي.
تفاسير السلف اجتهادات عقلية بحته. ليست وحي.
المدرسة النقلية تعمد الى تجميد العقول وهدمها.
المدرسة النقلية مدرسة لاتفهم منهجها ولا تعرف اصل منهجها من اين اتى. بل مدرسة لتلقين البشر.
تحياتي للجميع
يوسف سمرين:
لا يكف المحاور عن النفسية الاستاذية بمغالطة معروفة في فن الجدل وهي الحجاج الشخصي فقول (المحاور لايشغل عقله ليفهم القران وقع في خطا فادح)، وبما أنه قال هذا، ليتغزل بنفسه على أنه عقلي، لنعرف أي جهل يغوص في مستنقعه هذا الرجل، يقال :
إنه قال ( خلط بين الحكم والطاعة )، وهذا الرجل لو فتح أي نسخة لكتاب الله لوجد قبل قوله تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ) ( وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ) فمن الذي يخلط بين الطاعة والحكم لعله القران!.
فهو يأمرهم بالطاعة، ولما يأمر بالتحاكم إليه فيما شجر بينهم، من باب أولى أن يطيعوه فيما اتفقوا عليه بينهم! ولكن الرجل الذي يتبجح بالعقليات لا يعرف أنه مغرق بالتمويه والسفسطة.
أما الدور الذي لعبه وكأنه المدافع عن العقليات ! من عارض وجود العقل أساسا قلت في أول مداخلة هذا شرط ضروري لقراءة أي نص، فالمجانين مكانهم المصحات، فتكرار المحفوظات، وإعادة الإسطوانات، من دأب أدوات التسجيل، لا الكائنات العاقلة ! فالمحاور يردد محفوظات دون تفاعل مع السطور التي نخاطبه بها، فقد سبق أن قلنا أن كون المرء عاقلا شرط أساسي ولا يزال يكرر أن العقل أمر مهم !.
أما فهم النص فيكون بما وضعته بمنشور مستفيض برد الكتاب إلى بعضه، وكمثال على هذا فإن القرآن شهد للصحابة بالإيمان، فلما يقول ( ويتبع غير سبيل المؤمنين) حتما هو يقصد هؤلاء الذين قال عنهم ( محمد والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) يقصد (المهاجرين والأنصار) يقصد هؤلاء وهذا برد كلام الله لكلام الله.
أما التبجح بالعقليات، فالمحاور يتكلم بلغة شعرية هنا لا لغة فلسفية، لكن لا إشكال سأعلق سريعا على موضوع العقل، حتى توضع الحذلقات في مكانها المناسب، العقل يطلق على الوعي والتجريد، وهو من إنتاج الدماغ بطريقة معقدة ليست ميكانيكية، هذا التجريد يكون بعد مدخلات الحس الكثيفة التي يبدأ فيها الدماغ بإنتاج الوعي التجريدي لتلك المدخلات، وبالتالي فلا يمكن أن يوجد وعي دون مدخلات حسية، ولما نتكلم عن اللغة فهي الإطار الذي يتم من خلاله التفكير، إذ اللغة هي رموز تجريدية تعكس الواقع الموضوعي الذي نتكلم عنه.
هذا اللغة يتم تعلمها منذ الصغر، وبالتالي فالذي يتقن لغة يفكر بطريقة أفضل بمراحل متطورة من الذي لا يتقن أي لغة !، وهذا يتم بالتعلم لا التعقل المجرد الميتافيزيقي.. بمعنى المدخلات الحسية سماعا اشارات الخ، تدخل اللغة للأطفال وبالتالي يقدرون على التجريد بشكل أسرع.
بالنسبة للنصوص الشرعية فلا يمكن أن تحاكمها لأي تجريد ما لم يتم استقراؤها أو البناء على استقرائها، والقران الكريم، نزل بلغة فصيحة لها قواعدها الأصيلة التي يشترط أيضا استقراؤها أو العمل بقواعد من استقرءها فالعلم تراكمي.
وهذا الرجل لما غاص في الذات، باسم العقليات رأيناه يتبجح بالتفسير وهو يقول النص يعني الحكم وليس الطاعة مع أن السياق في الآيات كلها يتحدث عن الطاعة ويبدأ بقوله تعالى (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وألي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله ) فبدأ بالأمر بالطاعة وأنهى بالأمر بالطاعة أيضا والرد لله ولرسوله.
لم يهتم باي سياق باي لغة باي شيء فقط شذرة عنت له، ثم صاح بها وهكذا..
لم ينزل القران على المجانين، وكم فيه أفلا يعقلون، لكن لما يتجاوز المرء كل قواعد اللغة ! يقال له أنت جاهل هنا، (وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات )
بعقلك المجرد طبعا، يفترض أن تخترع حركة لإبراهيم، ولكلمة ربه ! دون أي نحو دون أي صرف.
وإلا فالنحو والصرف سيقال هل هو من العقل ؟ او من غير العقل
إن قيل من العقل فلا حاجة لسبيويه، وإن قيل من غير العقل فلا حاجة لنا بالنحو اصلا !
هذا منطق المحاور الكريم !
فالعقل يقول قبل أن تستنبط من الشيء نفسه، يجب أن تلم بجزئياته وما يتكون منه، فالنص العربي يجب أن تتقن قواعد هذه اللغة، وهذا النص يجب أن ترى كامل سياقه وطرق الجمع أو التعارض بينه وبين غيره من النصوص هذا هو العقل السليم الذي ترشدنا إليه قواعد أئمة الشرع كابن كثير الذي وضع مقدمة منهجية في بداية تفسيره استل اغلبها من مقدمة في التفسير لابن تيمية.
أما هذا الرجل، فيقول لنا يكفي أي إنسان في إي علم، يعني واحد مثلا كتب لنا شرح الإلياذة وهي باللغة اليونانية، يقول لنا فقط العقل، واستعنت باللغة ! لا نعرف قدرته على الترجمة، على التحقق من معنى النص المذكور الخ، فقط هو يعرف العقل، ويستعين بالقواميس ويقدر على ان يصير خبيرا في الترجمة ! هل يقول بهذا عاقل في اي كتاب فضلا عن كتاب الله عز وجل.
إذا كانت ترجمة تاسوعات افلوطين كلفت المترجم 20 سنة !
فكيف بكتاب الله، الذي يتعامل معه هذا الرجل كأي جريدة يعطي نفسه شهادة عاقل، وبالتالي يقدر يفسر اي نص !
وختاما اشكركم جميعا.. المحاور الاستاذة رفيدة، وجميع المتابعين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق